سام مريش: الخير تحت المجهر
لم يكن سام مريش يدرك يومًا أن ما يقدّمه بصمت، وما تفعله يمينه من خير دون أن تدري به يساره، سيتحوّل ذات يوم إلى مادة للتشكيك والاستفهام. هو الذي عرف بفيض عطاياه، وحنانه اللامحدود تجاه الناس في بلده الأم لبنان كما في كندا، بات اليوم محطّ تساؤلات لم تطَل يوماً جوهر نيّاته،انما انصبت على خلفيات انتمائه. لقد تحوّل عطاؤه – الذي لطالما نبع من محبة صافية وهمّ إنساني – إلى محكمة نوايا مفتوحة، حيث أصبح كل ما يقدّمه موضع استفتاء لا يحمل من براءته القديمة شيئاً، بل يُحمَّل بشبهات لا تمتّ إلى واقعه بصلة، سوى أنها تبحث عن تفسير سياسي لأعمال لا هدف لها إلا الخير.
ومما يزيد الحسرة أن هذا الإنسان، الذي قدّم الكثير بصمت وتواضع، لم يسلم من حملات التشويه والتأويل. وصلت الوقاحة بإحدى الصحف المحلية الكنديةإلى حد إرسال مراسلين للنبش في سيرته، متنكرين في عباءة “التحقيق التنموي”. شدّوا الرحال إلى لبنان، وتحديدًا إلى ضيعته جب جنين، متذرّعين بأن هدفهم مساعدة البلدة على درب الإنماء، فيما كانت نواياهم الحقيقية أبعد ما تكون عن الإنصاف.
استغلّوا وجع الناس وقهرهم، وراحوا يسألون هنا وهناك عن “الوجه الآخر” لسام مريش، علّهم يجدون ما يشوّهون به صورته النقية. لكن الحق يُقال، خاب ظنهم، إذ لم يجدوا سوى الوفاء في عيون أهل الضيعة النائية، الذين لم يعرفوا من سام إلا الكرم والدعم والمواقف النبيلة. فذاك الرجل الذي مدّ يده في عزّ الأزمات، حين انقطعت سبل الحياة أمام الكثيرين، لم يكن يومًا إلا عونًا وسندًا، وساهم بصمته في تخطّي المحن التي عصفت بهم، دون أن يسعى يومًا لذكرٍ أو شكر.
واليوم، وسط هذا الضجيج المفتعل، يختار سام مريش أن يصمت كما اعتاد، أن يردّ بأفعاله لا بأقواله، وأن يترك للزمن وللناس الطيبين أن يكونوا شهودًا على ما قدّمه بصدق. لم تكن غايته يومًا التصفيق، ولا أرّقته نظرات الشك، لأن من يعطي من القلب لا يخشى المحاسبة، ومن يعمل للإنسان لا يقيّده انتماء. وما جرى، مهما حاول البعض تحريفه، ليس سوى شهادة إضافية على أن الخير الحقيقي يظلّ يضيء، حتى عندما يحاولون إطفاءه.
لمعرفة المزيد حول الموضوع تابع التفاصيل في الفيديو المرفق